الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
فعطفت الطيبين على النازلين وهما صفتان لقوم معينين.{الحق} كاف على أنَّه خبر مبتدأ محذوف أي هو الحق وكذا إن جعل {الذي} مبتدأ والحق خبرًا وإن جعل {المر} مبتدأ و{تلك آيات} خبرًا {والذي أنزل} عطف عليه جاز الوقف على {من ربك} ثم يبتدئ {الحق} أي هو الحق، وكذا إن جعل {الحق} مبتدأ و{من ربك} خبره أو على أنَّ {من ربك الحق} كلاهما خبر واحد وليس بوقف إن جر {الحق} على أنَّه نعت لربك وبه قرئ شاذًا وعليها لا يوقف على {الحق} لأنَّه لا يفصل بين النعت والمنعوت بالوقف، فتلخص أنَّ في {الحق} خمسة أوجه أحدها خبر أول أو ثان أو هو وما قبله خبر أو خبر مبتدأ محذوف أو صفة للذي إذا جعلناه معطوفًا على {آيات}.{لا يؤمنون} تام.{ترونها} حسن على أنَّ {بغير عمد} متعلق بـ: {رفع} أي رفع السموات بغير عمد ترونها فالضمير من {ترونها} يعود على {عمد} كأنَّه قال للسموات عمد ولكن لا ترى وقال ابن عباس إنَّها بعمد ولكن لا ترونها قال وعمدها جبل ق المحيط بالدنيا وهو من زبرجد أخضر من زبرجد الجنة والسماء مقبية فوقه كالقبة وخضرتها من حضرته فيكون {ترونها} في موضع الصفة لـ: {عمد} والتقدير بغير عمد مرئية وحينئذ فالوقف على {السموات} كاف ثم يبتدئ {بغير عمد ترونها} أي ترونها بلا عمد وقال الكواشي الضمير في {ترونها} يعود إلى {السموات} أي ترون السموات قائمة بغير عمد وهذا أبلغ في الدلالة على القدرة الباهرة وإذا الوقف على {عمد} ليبين أحد التأويلين من الآخر ثم يبتدئ {ترونها} أي ترونها كذلك فترونها مستأنف فيتعين أنَّ لا عمد لها البتة لأنَّها سالبة تفيد نفي الموضوع وإن قلنا إنَّ ترونها صفة تعين أن لها عمدًا وحاصله أنهما شيئان أحدهما انتفاء العمد والرؤية معًا أي لا عمد فلا رؤية سالبة تصدق بنفي الموضوع لأنَّه قد ينفي الشيء لنفي أصله نحو لا يسألون الناس إلحافًا أي انتفى الإلحاف لانتفاء السؤال الثاني إن لها عمدًا ولكن غير مرئية كما قال ابن عباس ما يدريك إنها بعمد لا ترى.{على العرش} جائز ومثله {والقمر}.{مسمى} حسن.{الآيات} ليس بوقف لحرف الترجي وهو في التعلق كلام كي.{توقنون} تام.{وأنهارًا} كاف ومثله {اثنين} {يغشي الليل النهار}.{يتفكرون} تام.{متجاورات} كاف إن جعل {وجنات} مبتدأ وخبره محذوف تقديره وفيها جنات وليس بوقف إن عطفت {جنات} على {قطع} وكذا ليس بوقف إن جر {جنات} عطفًا على ما عمل فيه سخر أي وسخر لكم جنات من أعناب وبها قرأ الحسن البصري وعليها يكون الوقف على {متجاورات} كافيًا، ويجوز أن يكون مجرورًا حملًا على {كل} أي ومن كل الثمرات ومن جنات.{من أعناب} كاف لمن رفع ما بعده بالابتداء.{وغير صنوان} جائز لمن قرأ {تسقى} بالتاء الفوقية ويفضل بالتحتية أو بالنون أو قرأ {يسقى} بالتحتية {ونفضل} بالنون فإن قرئا معا بالتحتية وهي قراءة حمزة والكسائي كان كافيًا وكذا {بماء واحد} لمن قرأ {ونفضل} بالنون وكذا في {الأكل}.{يعقلون} تام.{جديد} كاف.{كفروا بربهم} جائز ومثله {في أعناقهم} و{أصحاب النار} لعطف الجمل مع تكرار {أولئك} للتفضيل دلالة على عظم الأمر.{خالدون} تام.{المثلات} كاف و{المثلات} العقوبة واحدتها مثلة.{على ظلمهم} كاف على استئناف ما بعده.{العقاب} تام.{من ربه} حسن.{إنَّما أنت منذر} كاف على استئناف ما بعده وجعل الهادي غير محمد صلى الله عليه وسلم وفسر الهادي بعليّ كرم الله وجهه لقوله فيه: «والله لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم» وليس بوقف إن جعل الهادي محمدًا صلى الله عليه وسلم والمعنى إنَّما أنت منذر وهاد وضعف عطف هاد على منذر لأنَّ فيه تقديم معمول اسم الفاعل عليه لكونه فرعًا في العمل عن الفعل والعطف يصير الشيئين كالشيء الواحد فلا يوقف على {منذر} وقد وقف ابن كثير على {هاد} و{واق} و{وال} هنا و{باق} في النحل بإثبات الياء وقفًا ووصلًا وحذفها الباقون وصلًا ووقفًا ومعنى {هاد} أي داع يدعوهم إلى الله تعالى لا بما يطلبون وفي الحديث: «إن وليتموها أبا بكر فزاهد في الدنيا راغب في الآخرة وإن وليتموها عمر فقوي أمين لا تأخذه في الله لومة لائم وإن وليتموها عليًا فهاد مهتد».{وما تزداد} تام ومثله {بمقدار} و{المتعال}.{ومن جهر به} حسن للفصل بين المتقابلات ومثله يقال في {مستخف بالليل وسارب بالنهار} حسنه أبو حاتم وأبو بكر، والظاهر أنَّهما إنما حسناه لاستغناء كل جملة عما بعدها لفظًا أو ليفرقا بين علم الله وعلم غيره وأباه غيرهما وقال كله كلام واحد فلا يفصل بينهما وانظر ما وجهه.{ومن خلفه} حسن إذا كانت {من} بمعنى الباء أي يحفظونه بأمر الله وإن علق {من أمر الله} بمبتدأ محذوف أي هو من أمر الله كان الوقف على {يحفظونه} ثم يبتدئ {من أمر الله} على أنَّ معنى ذلك الحفظ من أمر الله أي من قضائه قال الشاعر: وقال الفراء المعنى فيه على التقديم والتأخير أي له معقبات من أمر الله بين يديه ومن خلفه يحفظونه وعلى هذا لا يوقف على {من خلفه}.{من أمر الله} كاف على الوجوه كلها فإن قلت كيف يتعلق حرفان متحدان لفظًا ومعنى بعامل واحد وهما من الداخلة على من بين يديه ومن الداخلة على {من أمر الله} فالجواب أن {من} الثانية مغايرة للأولى في المعنى كما ستعرفه.اهـ سمين. والمعقبات ملائكة الليل والنهار لأنهم يتعاقبون وإنما أنث لكثرة ذلك منهم نحو نسابة وعلامة وقيل ملك معقب وملائكة معقبة وجمع الجمع معقبات قاله الصاغاني في العباب في اللغة.{ما بأنفسهم} تام للابتداء بالشرط ومثله {فلا مرد له}.{من وال} كاف.
|